الثلاثاء، 27 ديسمبر 2016

ملحمة زنجان / رواية واقعية يقدمها بتصرف سيفي سيفي

إرسال تعليق

السبت، 10 ديسمبر 2016

مقالة رداً على مقطع فيديو للشيخ الشعراوي بعنوان ( جهل رجال الدين لا يغتفر ) . بقلم سيفي سيفي

إرسال تعليق

مقالة جوابية لأسئلة أحد الأصدقاء . بقلم سيفي سيفي

إرسال تعليق

الخميس، 8 سبتمبر 2016

رد علي أحد المستفسرين . بقلم سيفي سيفي

يا صديقي             تحميل

إرسال تعليق

ما هي البهائية . بقلم سيفي سيفي

إرسال تعليق

رد على مقالة محامي السلطات اليمنية حامد القرم . بقلم سيفي سيفي

إرسال تعليق

الأربعاء، 1 يونيو 2016

ملخص صغير عن النظام الاقتصادي العالمي البهائي بقلم سيفي سيفي


يتفضل حضرة عبد البهاء بما معناه: يضع الانسان القوانين ويسنها لرفاهيته ونعيمه، وليس لشنق نفسه بحبال أحكامها.
وهذا يعني أن القانون يبقى سارياً طالما فيه فائدة للناس، فمتى أمسى مضراً ومؤذياً للبشر، فلابد من السعي لتغييره بقانون آخر جديد فيه فائدة الناس.
وطالما يدّعي جميع رؤساء حكومات العالم أنهم لا يسعون إلا لخير شعوبهم ولا يرتقون مناصبهم ويجلسون على كراسي الوزارات إلا لهذا الغرض النبيل، لذلك فلن يستطيع أحد منهم التملص من قوانين وانظمة جديدة تدعو الى ذات الهدف بشكل أفضل، وإلا فسيتضح عياناً أن لهم أغراض خفية أخرى غير رفاهية شعوبهم، وسيجبرون على الموافقة في تطبيقها وهم صاغرون، وإلا فسينكشف أمر تآمرهم على شعوبهم.
من المؤكد أن تتعرض بنود النظام الاقتصادي البهائي العالمي الى الانتقاد والاتهام بالطوبائية والأحلام والأوهام واستحالة التحقق وما شابه ذلك من الاتهامات، كما قيل عن افلاطون ومدينته الفاضلة. فرغم صحة الفكرة الأفلاطونية، إلا أنها كانت سابقة لأوانها ، إذ لم يكن عقل الانسان قد نضج بعد بمستوى ما هو عليه اليوم في القرن الواحد والعشرين.
كما سيقف ضد تطبيق قانون الاقتصاد البهائي العالمي ويقوم على تشويه صورته، سراق قوت الشعوب وكبار اللصوص من ذوي الياقات البيضاء وأصحاب الثروات الحرام والشركات العالمية الكبرى ومن يعيش ويقتات على خراب الأوطان وقتل البشر وتأجيج الحروب وتشريد المساكين. وليس هؤلاء الكبار فقط، بل سيقف ضده أيضا، الكثير من بسطاء الناس المظلومين أنفسهم من أنصاف المثقفين وأشباه المتعلمين بعد ما فقدوا الثقة بجميع الحكام والرؤساء والأحزاب وأمضوا حياتهم تحت مطرقة مخالفة القانون العام والأمن القومي وسندان العقاب بالقتل أو السجن، وسيتعجب هؤلاء البسطاء المساكين من مثل هذا الحلم العالمي الذهبي ولن يتحملوا فكرة تحققه في الوقت الحاضر أو مستقبلا، وأقصى ما ستصل اليه كلمات تأييدهم، أنه ممكن التحقق بعد مئات السنين.
لكن إذا علمنا، أن كل ما نحن فيه من اختراعات وتقنية وأنظمة عالمية ودولية ووطنية في جميع مجالات الحياة، إنما كانت ذات يوم أمراً عدّ من قبل غالبية البشر مجرد أحلام وأوهام وطوباوية، وتعرضت تلك الأفكار البديعة الناضجة للسخرية والانتقاد والاعتراض، لكنها بفضل إصرار وجهود العلماء الخيرين، تحققت لاحقاً وأصبحت واقع حال وراحت كثير من شعوب الارض تتمتع بفوائدها وتعيش تحت وارف ظلال أنظمة فوائدها.
إن فكرة النظام الاقتصادي البهائي العالمي هي فكرة تقدمية مستقبلية مشرقة سيصل اليها البشر مهما طال بهم العناد والرفض عاجلاً ام آجلاً ، ومهما أطلق عليها المناوئين والمغرضين والمشككين شتى التهم التشويشية. وما سبب نجاحها المستقبلي، إلا لأنها تسعى وتبتغي الصالح العام، والمستفيد الأوحد من تطبيقها هو الانسان في كل مكان غنياً كان أم فقيراً، وتراهن على نباهة العقل البشري واستمرار تطوره وزيادة علومه ومعارفه كلما مرّ الزمان، وبالتالي لابد وان سيتوصل البشر الى استنباط أفكار لأنظمة جديدة تزيد من رفاهيته وتقلل من تعاسته. وللتأكد من ذلك، علينا الالتفات الى الماضي القريب والتأكد من حالة أرقى شعوب اليوم وكيف كانت في حالات اقتصادية مزرية يرثى لها قبل قرن من الزمان لا اكثر.
يعتمد الاقتصاد البهائي في أساسه على أن الانسان مخلوق رباني يعيش على هذه الارض فترة من الزمن ثم ينتقل الى العالم الآخر ليكمل حياته الروحانية. وعلى هذا الاساس لا يوجد فرق بين انسان يعيش في أية بقعة على سطح الارض وبين آخر يعيش في مختلف اتجاهاتها الأربع، وبذلك تعتبر الارض وما عليها وما في باطنها وتحت ثراها، ثروات طبيعية من حق جميع البشر على حد سواء التمتع بها، وليست حكراً على أمة أو شعب دون سواه.
ينصح حضرة بهاءالله لتأسيس نظام السلام العالمي ورفاهية الشعوب وسعادتها، انتخاب محكمة عدل دولية ينتخب أعضاؤها عالمياً من كبار علماء القانون المختصين من جميع شعوب الارض، كما ينصح أيضاً بانتخاب حكومة عالمية تتألف من كبار علماء وحكماء شعوب الأرض. وتجرى هذه الانتخابات بطريقة (حرة سرية نزيهة) تراقب بشدة من قبل لجان عالمية مختارة منعاً للتحايل والتزوير، كما ينصح بانتخاب مجلس عموم عالمي (برلمان) من جميع حكماء شعوب الارض، المشهود لهم بالعلم والحكمة والعقل الرزين، وتكون لهذه المؤسسات العالمية الثلاث اليد الطولى والسلطة العليا فوق سلطات الحكومات الوطنية والمحلية ولها القدرة الفعلية والقوة التنفيذية لفرض أوامرها على جميع الحكومات لتنفيذها؛ أما الحكومات الدكتاتورية المتمردة التي تبتغي التفرد بالسلطة وقيادة شعوبها بالقسر والقوة والظلم والاستعداد للاعتداء على أفراد شعبها وبقية الشعوب الأخرى وسرقة موارد الشعوب، فعلى جميع حكومات العالم وشعوبها الاتحاد والمشاركة على ارغامها على الموافقة.
يتدرج القانون الاقتصادي العالمي البهائي بخطوطه الرئيسية وعناوين أحكامه البارزة بالتطوير والتعديل في نقاطه التفصيلية لآراء علماء العالم من كبار الاقتصاديين مسايراً للتطور كلما تغيرت أحوال الشعوب، حيث تحدد كل حكومة ميزانيتها السنوية من مصاريف ونفقات تحت اشراف رجال اقتصاد محايدين مندوبين من قبل الحكومة العالمية ومن قبل الحكومة الوطنية لتنظيم ميزانيتها بدقة شديدة.
بعد موافقة الحكومة العالمية على ميزانية أي دولة، يدفع لها المبلغ المقرر المطلوب. فإذا كانت الدولة غنية ومواردها السنوية تغطي مصاريفها وتزيد، يؤخذ الفائض من وارداتها ليوضع في خزينة الحكومة العالمية. ومثل هذا الإجراء يسري على جميع دول العالم الغنية، وعندها سيكون هناك فائض كبير من الأموال في خزينة الحكومة العالمية تنفقه تحت أشراف اقتصاديين وخبراء دوليين على شعوب الدول الفقيرة كل حسب حاجتها وحسب ميزانيتها المتفق عليها من قبل خبراء الاقتصاد العالميين أيضا، وبهذا لن تتبقى شعوب غنية جدا وشعوب فقيرة جدا، حيث ستقل وتصغر الفجوة الهائلة بينها في المرحلة الأولى، ومن خلال التكرار في السنوات المستقبلية التالية، تتدرج الفروقات في الاختفاء ، وهكذا لن يتبق من يستطيع سرقة أموال الشعوب من وزراء وأمراء ليبنوا لهم قصوراً فخمة ويشتروا طيارات وسيارات ويخوت مطلية بالذهب الخالص ويبددوا ثروات شعوبهم على موائد القمار وتحت أقدام الحسناوات، بينما يعيش أبناء شعوبهم في شدة وفاقة لا يجدون كسرة الخبز لأطفالهم ولا دواء ولا كسوة ولا يستطيعون على تعليم أبنائهم وتجبرهم ظروف فاقتهم على سحب أبناءهم من المدارس لمساعدتهم في كسب لقمة العيش.
أما الثروات الطبيعية من بترول ومعادن ثمينة كالذهب والفضة والألماس والمياه وغير ذلك، فهي من حق جميع البشر حتى ولو كانت دفينة تحت حدود دولة من الدول أو فوق سطحها، فما لهذه الدولة (حكومة وشعب) سوى ما تقرره الحكومة العالمية من واردات حسب ميزانيتها السنوية المتفق عليها.
أما بالنسبة للمصروفات العامة، فمن المعلوم أن غالبية مصروفات الدول تذهب كمرتبات ومخصصات للجيش لشراء الاسلحة والعتاد والمستلزمات العسكرية والمنشآت النووية ولا يحصل عامة الشعب إلا على الفتات. لكن الديانة البهائية تأمر بإقامة مواثيق وعهود بين حكومات دول العالم بشروط قوية ملزمة لاقامة السلام العالمي، ومن يحاول نقضه، فعلى جميع حكومات العالم القيام مرة واحدة لردعه. وتنصح أحكام البهائية أيضا بتقليل أعداد الجيوش وتخفيض عدد أفرادها للحد الذي يكفي فقط لحماية حدودها، وتحذر ـ تحت رقابة الحكومة العالمية ـ من ازدياد عدد أفراد جيوش الدول فوق الحد المقرر وتفرض عقوبات صارمة على الحكومات المخالفة إذا حصل ذلك. وبهذا سيكون هناك فائض كبير من الثروات الوطنية ، إضافة الى توجه منتسبي الجيوش الى العمل المدني لبناء الوطن.
نقطة أخرى مهمة تساهم في تبديد ثروات الشعوب وزيادة تخلفهم ، وهي مسألة اختلاف عملات النقد الوطنية في العالم، حيث تقترح الديانة البهائية توحيد العملة النقدية في جميع دول العالم بعملة واحدة تتفق عليها دول العالم. وبذلك تنتهي انظمة البورصة وارتفاع وانخفاض قيمة العملة المحلية وخراب الأوطان الذي غالبا ما يكون من تخطيط الحكومات القوية حيث يستعمل سلاح البورصة للتهديد والضغط على الحكومات الصغيرة والفقيرة لتقبل تنفيذ شروط معينة مجحفة بحق شعوبها.
إضافة الى ذلك، يوجد حكم نظام الضرائب التصاعدية على أرباح الشركات والمؤسسات وموارد التجار لتصب في النهاية في صالح الفقراء حتى ينصفوا في إجورهم وجهودهم، فكلما زادت أرباح الأغنياء ازدادت معها نسبة الضرائب على أرباحهم مما يحد كثيرا من تنامي ثرواتهم.
كما تنصح البهائية بمشاركة العمال والموظفين في أرباح الشركات والمؤسسات ويجري ذلك باتفاق قانوني بين صاحب العمل والعمال ، وهذا يزيد من دخل العامل والموظف المادي ويقلل من اضراباتهم عن العمل والكف عن الاعتصامات التي توقف العمل بسبب مطالبتهم بزيادات الإجور والرواتب، وبذلك يزداد الانتاج وتتحسن نوعيته، ويجد العامل دافعا قوياً للاخلاص في العمل وزيادة الانتاج وتحسين نوعية البضاعة ، فلا يرتضي الغش في منتوجات مصنعه لأنه يعلم أن ذلك سيقلل من المنتوج والمبيعات مما يقلل من مردوده المادي، ويعلم أيضا أن الاخلاص في العمل وتحسين نوعية البضاعة، سيزيد من نسبة الأرباح ويصب في صالح العمال ويحسن من مستوى معيشة عوائلهم ويقلل في المقابل من ثروات رجال العمال.
كما أن البهائي مدعو لدفع (حقوق الله) على أرباحه السنوية وهي بمقدار 19% ليس بالاجبار، بل بالروحانية وشعوراً بحاجة الفقراء للمعونات والمساعدات الانسانية لوجه الله تعالى، وهذه النسبة تشكل مردودا إضافيا كبيراً يستفاد منه في تحسين أحوال الفقراء ويساهم في انتشار فائض الأموال لارتقاء الشعوب الفقيرة. اضافة الى ما يقدمه كل بهائي قدر استطاعته من ماله الخاص يدفع لصندوق الخيرية لمساعدة الفقراء وتحسين صورة الصالح العام.
أما بالنسبة للعمل، فالبهائية ترفع من مقام العمل الى حد العبادة وتمنع حالة التسول وتنصح بتأسيس مؤسسات لرعاية الفقراء والمعوزين ومن ليس له دخل شخصي ، ويقوم على ادارة هذا المؤسسات الأخيار من الناس من ذوي الذمم الخيّرة ينتخبون من قبل العامة باتفاق الآراء.
وتحث الديانة البهائية حكومات العالم على الاهتمام بالتعليم الجيد الهادف وتعليم الناس الصنائع والحرف وتعطي مقاما محترما للعلماء والمفكرين والمخترعين والمبدعين.
وهناك تفصيلات كثيرة أخرى لا يمكن مناقشتها او سردها كتابة على الفيس بوك.

بقلم سيفي سيفي





إرسال تعليق

الخميس، 24 مارس 2016

كتاب نـار على قمـة جبـل ترجمة سيفي سيفي

إرسال تعليق

كتاب (قصص قصيرة نصف الهدف) بقلم سيفي سيفي

إرسال تعليق

كتاب بهجة الصدور ترجمة سيفي سيفي

إرسال تعليق

مختارات من الآثار المباركة لحضرة بهاء الله و مواضيع أخرى جمع و تنظيم سيفي سيفي

إرسال تعليق

الأربعاء، 23 مارس 2016

رسالة جوابية على مقالة بعنوان (خطورة الفكر البهائي) للدكتور الأستاذ وزير الأوقاف المصري / محمد مختار جمعة

إرسال تعليق

نبذة مختصرة عن البهائية جمعه ونظمه بتصرف سيفي سيفي

إرسال تعليق

كتاب (مواقف وأحداث أمرية) ترجمة واعداد وتنظيم سيفي سيفي

إرسال تعليق

كتاب ( الحلاق ذكرياتى ) ترجمة سيفي سيفي

إرسال تعليق

كتاب قبسات تأليف سيفي سيفي

إرسال تعليق

الثلاثاء، 22 مارس 2016

8- كتاب ( قصص الأنبياء ) تطابق الدين و العلم استنباطات سيفي سيفي

إرسال تعليق

7- كتاب ( قصص الأنبياء ) تطابق الدين و العلم استنباطات سيفي سيفي

إرسال تعليق

6- كتاب ( قصص الأنبياء ) تطابق الدين و العلم استنباطات سيفي سيفي

إرسال تعليق

5- كتاب ( قصص الأنبياء ) تطابق الدين و العلم استنباطات سيفي سيفي

إرسال تعليق

4- كتاب ( قصص الأنبياء ) تطابق الدين و العلم استنباطات سيفي سيفي

إرسال تعليق

3- كتاب ( قصص الأنبياء ) تطابق الدين و العلم استنباطات سيفي سيفي

إرسال تعليق

2- كتاب ( قصص الأنبياء ) تطابق الدين و العلم استنباطات سيفي سيفي

إرسال تعليق

1- كتاب ( قصص الأنبياء ) تطابق الدين و العلم استنباطات سيفي سيفي

إرسال تعليق

كتاب السجين و الملوك ترجمة روحية حسن و سيفي سيفي

إرسال تعليق

كتاب ( مطالع الأنوار ) التاريخ البابى والبهائى للمؤرخ نبيل زرندى

إرسال تعليق

4- ردود على إفتراءات كتاب ( البابية عرض ونقد ) لمؤلفه الحاج الدكتور إحسان إلهي ظهير

{ كـورة الزنابير } الجزء الرابع             تحميل الكتاب

إرسال تعليق

3- ردود على إفتراءات كتاب ( البابية عرض ونقد ) لمؤلفه الحاج الدكتور إحسان إلهي ظهير

{ كـورة الزنابير } الجزء الثالث             تحميل الكتاب

إرسال تعليق

2- ردود على إفتراءات كتاب ( البابية عرض ونقد ) لمؤلفه الحاج الدكتور إحسان إلهي ظهير

{ كـورة الزنابير } الجزء الثاني              تحميل الكتاب

إرسال تعليق

1- ردود على إفتراءات كتاب ( البابية عرض ونقد ) لمؤلفه الحاج الدكتور إحسان إلهي ظهير

{ كـورة الزنابير }  الجزء الأول           تحميل الكتاب

إرسال تعليق

ردُ على كتاب (البابيون والبهائيون) لمؤلفه الدكتور: همايون همتي

إرسال تعليق

رد على كتاب (كشف البلية في فضح البهائية) لمؤلفه عبد القادر السباعي

إرسال تعليق

الاثنين، 21 مارس 2016

رسالة جوابية على مقالة بعنوان (خطورة الفكر البهائي) للدكتور الأستاذ وزير الأوقاف المصري / محمد مختار جمعة



تحية محترمة .. وبعد ..


من الجميل أن نعلم أن للعلم والمعرفة منزلة عظيمة عند الله تعالى، حيث كان أول أمر نزل من علياءه المقدس في القرآن الكريم: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ)(). وبهذا المقام اللطيف، ميّز تعالى بين البشر وصنّفهم الى صنفين: العلماء و المتعلمون (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ).() ولا يخفى على جنابك أن العلم والمعرفة كانتا وما زالتا من أسباب رقي الأمم وظهور حضارات البشر، فما من حضارة قديمة أو حديثة ظهرت، إلا وكان العلم سببها ورائدها.
كان العلم والعلوم في قديم الزمان وحتى قرون قريبة، محصوراً بين رجال الأديان والآلهات والمتنبئين والسحرة والعرّافين والشامان، فهؤلاء من كانوا يقودون أممهم؛ وطالما كانت نتائج هذه القيادات ما تركته شعوبهم من حضارات وعلوم راقية، فيمكن الحكم أن علومهم كانت صحيحة بنسب متفاوتة توافقت مع ما توفر من كميات المعارف آنذاك. وعلى العموم، يمكن القول أن أولئك الرجال كانوا مصادر خير وسؤدد لمجتمعاتهم، إذ لم يذكر التاريخ لنا أن هناك معلمون غيرهم.
أما اليوم، وبعدما دخلت البشرية عصر الأنوار وتفجرت ينابيع العلوم والمعارف وجال الانسان بين الكواكب والمجرات وأصبح لكل جانب وفرع من العلوم متخصصون يستندون في بحوثهم على التوثيق والبحث والتدقيق والتجارب المختبرية، ولا يقولون بأمر إلا بعد التأكد منه وتوثيقه. لذا نجد أن زمن رمي الكلام على عواهنه قد ولّى واندثر، وانتبه الناس الى كيفية التمييز بين الغث منه والسمين. مما دفع طلاب العلم للتسابق في نيل الشهادات العلمية.
وعندما نقرأ الحرفين (أ. د.) قبل اسم وزير الأوقاف المصري المحترم، محمد مختار جمعة، فهذا يعني أنه بدرجة بروفيسور أو أستاذ كرسي في جامعة علمية يشار اليه بالبنان، وإنه يتربع على أعلى درجات سلّم المعرفة، ومن المؤكد أن هناك أجيال متتالية هم الآن ـ أو مستقبلاً ـ من أصحاب الشهادات العليا، قد تخرجوا على يديه الكريمتين وتغلغلت بين شرائح المجتمع يفتخرون بنسبة علومهم الى إسمه.
قبل عدة أيام نزلت للاستاذ الوزير مقالة الهدف منها توضيح مفاهيم الديانة البهائية والتحذير منها، تحت عنوان: (خطورة الفكر البهائي)؛ وبالتأكيد ولثقة شرائح واسعة من المجتمع العربي والاسلامي بمكانة الأستاذ وزير الأوقاف، فإن كل ما سيقرأونه في مقالته سيكون مصدراً صحيحاً لمعلوماتهم لا يتطرق اليه الشك.
أحببت في هذه المقالة، أن أشير الى بعض النقاط والهفوات البسيطة للعلاّمة الدكتور، باعتباري أدين بدين البهائية وأعلم القليل عنها، فحسب القول المأثور: (أهل مكة أدرى بشعابها).
عندما يحذر جناب الأستاذ من (أعداء الدين، والوطن، والأمة العربية). فللعلم أن البهائيون يقدسون الديانة الاسلامية وغيرها من بقية الديانات وحتى الديانات التي لا يعترف بها المسلمون مثل البوذية والكونفوشية والزرادشتية وغيرها، فلقد تعلمنا من كتبنا أنها كانت أديان سماوية من عند الله تعالى، كما سبق وتعلم المسلمون من القرآن الكريم أسماء الأديان السابقة للاسلام وأسماء رسلها وأنبيائها، ولولا ورودها في القرآن الكريم، ما كان للمسلمين سبيل الى تقديسها، مع العلم أن الكتاب الكريم، يشير الى مجموعة رسل مكرمين آخرين، يبدو أن لم تكن هناك ضرورة لذكر أسمائهم: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ).()
أما عن تهمة (أعداء الوطن)، فمن المعلوم في جميع مجتمعات العالم أن البهائيون هم من أكثر المواطنين حباً وإخلاصاً لأوطانهم ومواطنيهم ويقدسون إلتزاماتهم الوطنية حسب أوامر كتبهم الإلهية.
ومن جانب آخر، واستناداً الى مركزك الوظيفي العالي، يمكنك البحث في كتب تاريخ الأمم الحديثة الموثقة، إضافة الى متابعة وسائل الاعلام، وستجد أنه لم تنسب لأي بهائي في العالم تهمة (خيانة الوطن، أو تخريب الممتلكات العامة أو الخاصة). أما إذا شئت معرفة (الأعداء والمخربين)، فيمكنك ذلك بسهولة عبر وسائل الانترنت.
بالنسبة لتهمة (العداء للأمة العربية) فالديانة البهائية، ديانة عالمية تنتشر بين جميع شعوب الأرض، وهي عالمية الفكر والمعتقد، وبذلك لا يمكن أن تميل الى أمة دون غيرها أو جنس من الأجناس دون سواه، لأن ذلك ينزع عنها صفة العالمية.
أما عن تهمة (إشاعة الإلحاد)، فالبهائيون أمة موحدة لله تعالى مثلهم مثل بقية أتباع الأديان السماوية الأخرى.
وعن تهمة (المذاهب الهدامة)، فكل منصف قرأ عن البهائية، وجدها تحمل أفكاراً وتعاليم راقية.
أما بالنسبة لتهمة (الغلو في الدين) فالبهائية تؤكد على حرية المعتقد الديني ولا تجبر عليه، وأن الانسان حرّ في الانتماء اليها أو الخروج من إطارها، فلا سلطة تمنعه ولا إجبار عليه.
من ناحية ربط الديانة البهائية ومساواتها بالمذاهب الاسلامية، فهذه هفوة صغيرة من حضرتك، حينما تذكر مثل هذا الخلط. لأن البهائية ديانة سماوية برسالة خاصة مستقلة من عند الله، لها كتاب أحكام مقدس اسمه (الأقدس)، ولها كتب مقدسة أخرى عديدة، وأحكامها وفرائضها تختلف عن فرائض دين الاسلام. وهذا أمر طبيعي، فلقد سبق واختلف وخالف دين الاسلام بقية فرائض وأحكام ما سبقه من الأديان. فكما ورد في القرآن الكريم ، وحضرتك أعلم بآياته وسوره (لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً).() كما أظن حضرتك تعرف جيدا أن الدين الاسلامي له مذاهب كثيرة ومن ضمنها مذاهب باطنية. أما بخصوص مذهب الاسماعلية، فحسب ما أعلم، إنه مذهب إسلامي، كتابهم القرآن الكريم وقبلتهم الكعبة الشريفة ويحجون الى مكة المكرمة ورسولهم سيدنا محمد (ص).
أما عن تهمة (تغذية التطرف والإرهاب). فحضرتك أعلم بهذه الأمور نسبة الى وظيفتك الحكومية. ويمكنك بنظرة خاطفة لشاشات التلفزة ومواقع الأنترنت، أن تلاحظ روادها. كما أنه لم يسمع من قبل اشتراك بهائي واحد في المجال التخريبي، خاصة وأجهزة الأمن والمخابرات تفتش كل شاردة وواردة.
وعندما تذكر حضرتك معلومات غير موثقة عن الديانة البهائية، فهذا يعني أننا أمام حالتين لا ثالث لهما، فإما أنك قد قرأت عنها من الكتب المخالفة لها، كما يقرأ البوذي ـ على سبيل المثال ـ عن الاسلام من كتب يهودية. أو أن لك غرض آخر يعلمه الله تعالى وأولي العلم. فعلى سبيل المثال: عندما تذكر أن حضرة بهاءالله ، هو (الزعيم الثاني للمذهب)، فعلينا التصحيح لك، لأن حضرته هو المؤسس للديانة البهائية لا غيره، أعلن عنها في بغداد سنة 1863م. أما بالنسبة الى البابية، فهي ديانة أخرى مستقلة، سبقت البهائية، رسولها حضرة الباب (علي محمد رضا الشيرازي)، وكان جلّ مهمته وهدف ديانته التبشير بمجيء ديانة حضرة بهاءالله العالمية من بعده.
أما عن قولك إن البهائية (مارقة عن الاسلام). فلم يظهر رسول أو نبي من قبل، إلا وكان من صلب أمة تعتقد بدين إلهي سابق؛ فعلى سبيل المثال، كان السيد المسيح(ع) وأهله على الديانة اليهودية، وأسس دين المسيحية، فهل نعتبره مارقاً عن الديانة اليهودية؟ طبعا لا. لكن اليهود يعتبرونه كذلك، لأنه ظهر بعد ديانتهم حسب التسلسل الزماني.
أما عندما تذكر أن البهائية (تزعم أنها وحي سماوي)، فكل الظن أن حضرتك بحاجة ماسة لقراءة آثارها المقدسة بعين الإنصاف لتفرق الحق من الباطل، وتميز النور من الظلمة.
وعن قولك أن (هذه الطائفة) أي البهائية، تسمى (البابية) أيضاً، فهذا غير صحيح، فجميع البهائيون في العالم يَتَسَمون "بهائيين" وليس بينهم من ينسب نفسه للبابية التي انتهى زمن شريعتها بظهور شريعة حضرة بهاءالله.
أما قولك إن شريعة حضرة الباب (ناسخة للشريعة الاسلامية)، فهذا أمر طبيعي حسب تسلسل ظهور الرسالات السماوية، كما سبق ونسخت وجبّت شريعة الاسلام ما سبقها من شرائع الله.
بالنسبة لاستخدام (الاستعمار هذه الطائفة لزعزعة عقيدة المسلمين وتفريقهم)، فيا ليت حضرتك اتعبت نفسك قليلاً، وذكرت للقراء مثالاً على ذلك؛ كما أن عملية الثبات على الايمان وترصيص صفوف المسلمين من صلب وظائفك، فيا ليتك تقوم على أدائها بأكمل وجه، لتجنّب ما يواجهه المجتمع من تحديات.
أما أن تقول (وارتبط البهاء وأتباعه بعلاقات وثيقة مع الصهاينة والاستعمار)، فكان الأجدر بحضرتك توثيق كلامك بوثائق رسمية حقيقية تؤيد ذلك، حتى يكون لكلامك صدى مؤثر في النفوس. فللناس عقول وبصائر.
وبخصوص مساندة (البهائية قيام دولة إسرائيل على حساب دولة فلسطين)، فالبهائية موجود في فلسطين قبل إنشاء دولة إسرائيل بثمانين عاما، حيث دخل حضرة بهاءالله أرض فلسطين سجيناً منفياً مخفورا مع أفراد عائلته ومجموعة من أتباعه الى قلعة سجن مدينة عكاء سنة 1868م. ولعلمك هذا يعني أنه لم يتوجه الى فلسطين بمحض إرادته. وأحب التذكير إنه لم تكن آنذاك دولة لفلسطين، بل كان الامبراطورية العثمانية.
وذكرت: (دخلت هذه الطائفة مصر في بداية القرن العشرين)، والصحيح أن البهائيون موجودون على أرض مصر حتى قبل إرسال حضرة بهاءالله سجيناً الى أرض فلسطين، وكان من بينهم المؤرخ البهائي الجليل (نبيل زرندي) حيث كان معتقلا في سجن مدينة الاسكندرية الذي كان موقعه على شاطئ البحر. كما كان هناك سجين آخر اسمه (جناب حيدر علي) ألقى قنصل الحكومة الايرانية القاجارية القبض عليه مع مجموعة من البهائيين وحبسهم داخل مبنى القنصلية ثم أرسلهم في رحلة نفي مهلكة الى سجن رهيب في السودان.
أما قولك أن البهائية (لها علاقة وطيدة بالحركات الصهيونية العالمية)، فأكرر طلبي في إرفاق ذلك بوثيقة رسمية مصدقة.
عن موضوع إصدار الحكومة المصرية قرارا جمهوريا سنة 1960م (بحل المحافل البهائية)، فهذا شأن حكومي وطني يتقبله البهائيون أينما أقاموا بكل مسالمة. مع العلم أن القرار خضع في حينه لملابسات سياسية مختلفة، ثبت بعدها، عدم وجود أدلة على صحة الاتهامات وثبت أيضاً عدم وجود علاقات أجنبية مشبوهة للبهائيين المصريين، ودليل ذلك، صدور العفو عنهم جميعا ـ رجالا ونساء ـ واطلق سراح كل من اعتقل في حينه. وللعلم فقد تكرر موضوع الاعتقال أكثر من مرة وفي عدد من البلدان العربية نتيجة مثل هذه الدسائس والأحقاد، وكان في كل مرة يحكم ببرائتهم ويطلق سراحهم.
أما قولك (أن الفكر البهائي ليس فقط شديد الخطورة على أمن الوطن وسلامته)، فالبهائيون ينتشرون في جميع دول العالم بمختلف عقائدها وأديانها ومبادئها، ولم يسمع أن حصل منهم أي خطر، ولو كان ما تدعيه صحيحاً، لسمع الجميع بذلك، فوسائل الإعلام العربية ـ على الخصوص ـ تتسابق لنشر مثل هذه الأخبار.ومن نافلة القول أن أذكر لك إحدى وصايا حضرة عبد البهاء لأتباعه البهائيين: {كل جريمة تغتفر، إلا خيانة الوطن}.
أما خطر البهائية على العقيدة الاسلامية، فهذا قول سبقك اليه اليهود والمسيحيون عن دين الاسلام.
ندخل في أسس الدين البهائي كما ذكرت حضرتك:ـ
1 – آ - تقول أن البهائيون يقولون بـ (عدم ختم النبوات)، فلو كان مفهومك لموضوع الختمية صحيحا، فسينطبق ذلك تماما مع الفكر المسيحي بالنسبة لسيدنا محمد(ص)، حيث ورد في كتاب الإنجيل ما يثبت أن سيدنا المسيح هو أول وآخر رسل الله تعالى، وهذا معتقد مسيحي ثابت صريح: (أنا الألف والياء، البداية والنهاية، الأول والآخر).() وكذلك: (السماء والأرض تزولان، ولكن كلامي لا يزول).() فما قولك في ذلك وكيف ستفسره؟ أم تُراك ستقول إن الإنجيل كتاب محرّف والمليارات من أتباعه المسيحيين مغيبون!
1 – ب – أما قولك إن ذلك (يفتح الباب للدجالين والأفاكين بادعاء النبوة)، فيبدو أنك قد غفلت عن قوة وعظمة أمر الله تعالى وصعوبة اختراقه والعبث بآياته، كما قد نسيت الآيات الكريمة التي تؤكد باستحالة حصول ذلك: (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ. لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ. ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ. فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ).()
2 – بالنسبة لـ (عدم الإيمان بالقيامة وتأويلهم الجنة بالحياة الروحية، والنار بالموت الروحي)، فمسألة اختلاف المفاهيم البشرية للنصوص الدينية وتعدد أشكال تفاسيرها، مسألة موجودة بين جميع مذاهب الأديان المختلفة. أما بالنسبة للمفاهيم البهائية، فكل أمة أحرار بما يعتقدون ويقتنعون به.
3 – بالنسبة الى (اعتقادهم أن الحج إلى الكعبة باطل، وحجهم إلى قبر البهاء في حيفا)، فسبق وجئتك بآية قرآنية تقول أن لكل أمة شريعة ومنهج مختلف يخصّها. إضافة الى أن حج المسلمين الى الكعبة الشريفة، لا يدعو ولا يمنع للاعتقاد ببطلان حج بقية أتباع الديانات الى أماكنهم المقدسة، حيث قال تعالى (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ)() وكذلك: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ).()
4 – آ - (عدم تحريم الزواج بالمحارم)، يعيش البهائيون بين جميع شعوب الأرض ومنها الأمتين العربية والاسلامية، ومثل هذه الأمور الباطلة المحرمة يمكن كشفها بسهولة من قبل الأهل والجيران والأصدقاء والحكومات شرقيها وغربيها، ناهيك عن الأقارب اللزم من المسلمين والمسيحيين وغيرهم. ويبدو أنك قد تجاوزت حدودك كثيراً. ولكن احتراما للقارئ سأكمل معك.
4 – ب - أما عن (الزنا وشيوعية النساء والأموال)، فأنصحك بقراءة المبادئ البهائية وخاصة في مثل هذه المواضيع والأمور. علما أنها تهمة تافهة متداولة بين العموم، كان بجنابك التعالي عن ذكرها.
5 – (إباحة الربا)، هذا شأن اقتصادي يتناسب مع التطور الاقتصادي العالمي الحالي، ولو كنت اطلعت حضرتك على عمل جميع المؤسسات المالية والبنكية والحكومية، لوجدتها جميعاً تتعامل بربح النقود (الربا)، لا فرق بين شرقيها وغربيها، شماليها وجنوبيها.
أما أن (هذه النحلة الباطلة لا علاقة لها بالإسلام، ولا علاقة للإسلام بها، وتخرج معتنقيها من دائرته)، فكل الرجاء أن لا تختلط الأمور عليك وعلى القرّاء أكثر من ذلك، فأنت تعلم جيداً أن البهائية ديانة مستقلة بشريعة مستقلة قائمة بذاتها.
لم يتبق من مقالتك غير بضعة سطور إنشائية يرددها ونسمعها من الكثيرين في الصحافة والإعلام والبرامج التلفزيونية.
وفقك الله تعالى وأمثالك على معرفة الحقيقة، فما ذكرته وجئت به، قاله وذكره جميع رجال الأديان القدماء قاطبة، تجاه أتباع كل ديانة ظهرت بعد ديانتهم.


بقلم
سيفي سيفي








إرسال تعليق